الجرب
الجرب
-A +A
«عكاظ» (إسطنبول)
بينما وصلت طائرة طبية تركية بطاقم متخصص متكامل اليوم (الأحد) إلى العاصمة الصومالية مقديشو، لمعالجة جرحى الانفجار، تشهد إسطنبول، حالة من الخوف والهلع نتيجة انتشار وباء «الجرب» في المدينة وضواحيها، حتى بات حديث الرأي العام في العاصمة الاقتصادية التي يقطنها نحو 20 مليون نسمة.

بدأت ظاهرة الجرب في 16 ديسمبر الجاري، وكانت المدارس الحاضنة الأولى لهذا الوباء نتيجة الاحتكاك والاختلاط بين الطلبة، ما دعا وزارة الصحة إلى التحذير من انتشاره في عدد من المدن التركية، ودعوة المواطنين للتوجه إلى المستشفيات عقب ظهور أعراض المرض، معلنة أن هناك 368 ألف عبوة دواء لعلاج مرض الجرب في المحافظات.


ونتيجة الانتشار السريع للجرب في إسطنبول والمخاوف من تفاقم الأزمة، حذرت اتحادات غرف المهن الصحية من انتشار المرض بشكل أكبر خلال الفترة القادمة٬ ودعت المواطنين لتوخي الحذر.

الاتحادات التي تضم غرف أطباء إسطنبول والصيادلة والأطباء البيطريين وأطباء الأسنان أصدرت بيانا حذرت فيه أهالي إسطنبول من انتشار مرض الجرب خلال الشتاء، داعية إلى توخي الحذر، خصوصا في ظل عدم الاستعداد لمواجهة هذا الوباء، لاسيما أن أعراض الإصابة به تظهر خلال 3-6 أسابيع، الأمر الذي يتطلب مراقبة طبية سريعة ودقيقة بسبب سرعة الانتشار.

الأكثر تخوفا من ظاهرة الجرب في إسطنبول هي المدارس الابتدائية؛ بسبب صعوبة تعليم طرق الوقاية، وقد عبر العديد من الأهالي عن مخاوفهم من إرسال أبنائهم إلى المدرسة، بل ذهب الكثير من الأهالي إلى إبقاء أبنائهم في المنزل ريثما تزول هذه الظاهرة.

وانتشرت المخاوف على وسائل التواصل الاجتماعي العربية، إذ تفاعل الناشطون على «تويتر» مع خبر انتشار الجرب، وحذروا من السفر إلى إسطنبول، فيما تندر البعض من السفر خوفا من جلب الجرب إلى بلدانهم.

وحتى الآن لم يتم التعرف على أسباب انتشار الجرب، إذ إن هذه المرة الأولى التي ينتشر فيها، إلا أن خبراء رجحوا أن يكون الطقس السيئ للمدينة هذا العام أحد الأسباب، وأشاروا إلى أحوال جوية لم تمر من قبل على المدينة نتيجة قلة الأمطار.

وتزامنت ظاهرة الجرب مع زلزال في الصيف الماضي بدرجة 5.8 ضرب المدينة، فيما رجح خبراء أن تتعرض المدينة لضربات أقوى في العام 2020، وسط انعدام أدنى درجات الأمن والسلامة في المدينة، حسبما يؤكد خبراء أتراك.